تعظيم حق الله وكرامة رسوله (1) وتعظيم شأنه، وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه (2) من بعد قوله: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (3)) وقال الله تبارك وتعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم (4)) وهو أب لهم، ثم قال: (ولا تنكحوا ما نكح آباءكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا (5)) فمن حرم نساء النبي صلى الله عليه وآله لتحريم الله ذلك فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت، وما حرم الله من الرضاعة، لان تحريم ذلك كتحريم نساء النبي، فمن حرم ما حرم الله من الأمهات والبنات والأخوات والعمات من نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله واستحل ما حرم الله من نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا.
وأما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله ورسوله، إنما دينه أن يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم الله وإن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه، والمتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما، فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله وسننه نكاح غير سفاح (6) تراضيا على ما أحبا من الاجر والأجل، كما قال الله: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة (7)) إن هما أحبا أن يمدا في الاجل على ذلك الاجر فآخر يوم من