بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٢٦
بيتي، (1) وقال أبو جهل لقريش: لا تعجلوا ولا تبطروا كما بطرا بنا ربيعة، عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا، وعليكم بقريش فخذوهم أخذا حتى ندخلهم مكة فنعرفهم ضلالتهم التي هم عليها، وجاء إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم فقال لهم: أنا جار لكم، ادفعوا إلي رايتكم، فدفعوا إليهم راية الميسرة وكانت الراية مع بني عبد الدار، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لأصحابه: " غضوا أبصاركم، وعضوا على النواجد " ورفع يده فقال: " يا رب إن تهلك هذه العصابة لا تعبد " ثم أصابه الغشي فسري عنه وهو يسلت العرق عن وجهه (2) فقال: هذا جبرئيل قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين.
وروى أبو أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: لقد رأينا (3) يوم بدر وإن أحدنا يشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه من جسده قبل أن يصل إليه السيف.
قال ابن عباس: حدثني رجل من بني غفار قال: أقبلت أنا وابن عم لي حتى صعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة (4)، فبينا نحن هناك إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل، فسمعنا قائلا يقول: أقدم حيزوم (5) وقال: فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك، ثم تماسكت.
وروى عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم بدر: هذا جبرئيل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب، أورده البخاري في الصحيح (6).

(١) قال المقريزي ومات رضي الله عنه عند رجوعه صلى الله عليه وآله إلى المدينة بالصفراء.
(٢) سرى عنه: زال عنه ما كان يجده من الهم. ويسلت العرق عن وجهه أي يمسحه ويلقيه.
(٣) في نسخة المصنف: لقد رأيتنا. وفى المصدر: لقد رأينا يوم بدر أن أحدنا.
(٤) الدبرة: الهزيمة.
(٥) قيل: الحيزوم: اسم فرس جبرئيل.
(٦) صحيح البخاري ٥: ١٠٣.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست