بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٢٣
إليهم الشيطان. وقال: إن عدوكم قد سبقكم إلى الماء وأنتم تصلون مع الجنابة والحدث؟ وتسوخ أقدامكم في الرمل، فمطرهم الله حتى اغتسلوا به من الجنابة و تطهروا به من الحدث، وتلبدت به أرضهم، وأوحلت أرض عدوهم " ويذهب عنكم رجز الشيطان " أي وسوسته بما مضى ذكره، أو بالجنابة التي أصابتكم بالاحتلام " وليربط على قلوبكم " أي وليشد على قلوبكم أي يشجعها " ويثبت به الاقدام " بتلبيد الأرض، وقيل: بالبصر وقوة القلب " إذ يوحي ربك إلى الملائكة " يعني الملائكة الذين أمد بهم المسلمين " أني معكم " بالمعونة والنصرة " فثبتوا الذين آمنوا " أي بشروهم بالنصر، وكان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل، ويقول: أبشروا فإن الله ناصركم، وقيل: معناه قاتلوا معهم المشركين أو ثبتوهم بأشياء تلقونها في قلوبهم يقوون بها " سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب " أي الخوف من أوليائي " فاضربوا فوق الأعناق " يعني الرؤوس لأنها فوق الأعناق، قال عطا: يريد كل هامة وجمجمة، وجائز أن يكون هذا أمرا للمؤمنين، وأن يكون أمرا للملائكة وهو الظاهر، قال ابن الأنباري: إن الملائكة حين أمرت بالقتال لم تعلم أين تقصد بالضرب من الناس، فعلمهم الله تعالى " واضربوا منهم كل بنان " يعني الأطراف من اليدين والرجلين، وقيل: يعني أطراف الأصابع، اكتفى به عن جملة اليد والرجل " ذلك " العذاب والامر بضرب العناق والأطراف وتمكين المسلمين منهم " بأنهم شاقوا الله ورسوله " أي بسبب أنهم خالفوا الله ورسوله وحاربوهما " ومن يشاقق الله و رسوله فإن الله شديد العقاب " في الدنيا بالاهلاك، وفي الآخرة بالتخليد في النار " ذلكم " أي هذا الذي أعددت لكم من الأسر والقتل في الدنيا " فذوقوه " عاجلا " وإن للكافرين " آجلا " عذاب النار ".
تمام القصة: ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر عبأ أصحابه فكان في عسكره فرسان: فرس للزبير بن العوام، (1) وفرس للمقداد بن الأسود، وكان في عسكره

(1) ويقال لمرثد بن أبي مرثد الغنوي، ويقال لفرس المقداد: سبحه، ولفرس مرثد:
السيل، ولفرس الزبير، اليعسوب، وعلى أي لا خلاف في أنه كان في عسكره فرسان، ولا خلاف في أن أحدهما للمقداد، واما الثاني فمردد بين مرثد والزبير.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست