بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٢١
الجحفة فأراد عتبة أن يرجع فأبى أبو جهل وبنو مخزوم وردوا القيان من الجحفة قال: وفزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه آله لما بلغهم كثرة قريش واستغاثوا وتضرعوا فأنزل الله سبحانه: " إذ تستغيثون ربكم ".
قال ابن عباس: لما كان يوم بدر واصطف القوم للقتال قال أبو جهل: اللهم أولانا بالنصر فانصره، (1) واستغاث المسلمون، فنزلت الملائكة ونزل قوله: " إذ تستغيثون ربكم " إلى آخره، وقيل: إن النبي صلى الله عليه وآله لما نظر إلى كثرة عدد المشركين وقلة عدد المسلمين استقبل القبلة وقال: " اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " فما زال يهتف ربه مادا يديه حتى سقط رداؤه من منكبه، فأنزل الله تعالى " إذ تستغيثون ربكم " الآية، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ولما أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وجنه الليل ألقى الله عليه أصحابه النعاس، وكانوا قد نزلوا في موضع كثير الرمل لا تثبت فيه قدم، فأنزل الله عليهم المطر رذاذا حتى لبد الأرض (2) وثبتت أقدامهم، وكان المطر على قريش مثل العزالي، (3) وألقى الله في قلوبهم الرعب كما قال: " سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب " الآية.
قوله: " إذ تستغيثون ربكم " أي تستجيرون بربكم يوم بدر من أعدائكم و

(1) في الامتاع: واستفتح أبو جهل يومئذ فقال: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا يعلم فأحنه الغداة فأنزل الله: " ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا تعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين " وقال يومئذ.
ما تنقم الحرب العوان منى * بازل عامين حديث سنى لمثل هذا ولدتني أمي.
(2) الرذاذ: المطر الضعيف لبد المطر الأرض: رشها. ولبد الشئ: لصق بعضه ببعض حتى صار كاللبد.
(3) العزالى والعزالى جمع العزلاء، مصب الماء من القربة ونحوها. وأنزلت السماء عزاليها إشارة إلى شدة وقع المطر.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست