بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٩٥
9. (باب) * (تحول القبلة) * الآيات: البقرة " 2 ": سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم * وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقيبة و إن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم * قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون 142 - 144.
تفسير: قال الطبرسي رحمه الله: " سيقول السفهاء من الناس " أي سوف يقول الجهال وهم الكفار الذين هم بعض الناس " ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " أي أي شئ حولهم وصرفهم - يعني المسلمين - عن بيت المقدس الذي كانوا يتوجهون إليه في صلاتهم؟ واختلف في الذين قالوا ذلك فقال ابن عباس وغيره: هم اليهود وقال الحسن: هم مشركو العرب، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما تحول إلى الكعبة من بيت المقدس قالوا: يا محمد رغبت عن قبلة آبائك، ثم رجعت إليها فلترجعن إلى دينهم، وقال السدي: هم المنافقون، قالوا ذلك استهزاء بالاسلام، واختلف في سبب مقالتهم ذلك فقيل: إنهم قالوا ذلك على وجه الانكار للنسخ، عن ابن عباس، وقيل: إنهم قالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها؟ ارجع إلى قبلتنا نتبعك ونؤمن بك، أرادوا بذلك فتنته عن ابن عباس أيضا، وقيل: إنما
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست