بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٢٥
قال: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار (1) و انتسبوا لهم فقالوا: ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكان له يومئذ سبعون سنة فقال: قم يا عبيدة ونظر إلى حمزة فقال: قم يا عم، ثم نظر إلى علي فقال: قم يا علي وكان أصغر القوم فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها، تريد أن تطفئ نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ثم قال: يا عبيدة عليك بعتبة بن ربيعة، وقال لحمزة: عليك بشيبة، وقال لعلي عليه السلام: عليك بالوليد، فمروا حتى انتهوا إلى القوم فقالوا: أكفاء كرام، فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فأطنها (2) فسقطا جميعا، وحمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما، وحمل أمير المؤمنين عليه السلام على الوليد فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه، قال علي عليه السلام: لقد أخذ الوليد يمينه بشماله (3) فضرب بها هامتي فظننت أن السماء وقعت على الأرض، ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون: يا علي أما ترى الكلب نهز عمك (4)؟ فحمل عليه علي عليه السلام فقال: يا عم طأطئ رأسك، وكان حمزة أطول من شيبة، فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي فطرح نصفه، ثم جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه.
وفي رواية أخرى أنه برز حمزة لعتبة، وبرز عبيدة لشيبة، وبرز علي للوليد فقتل حمزة عتبة، وقتل عبيدة شيبة، وقتل علي الوليد، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي، وحمل عبيدة حمزة وعلي حتى أتيا به رسول الله صلى الله عليه وآله فاستعبر (5)، فقال: يا رسول الله ألست شهيدا؟ قال: بلى أنت أول شهيد من أهل

(1) في السيرة: وهم عوف ومعوذا بنا الحارث، ورجل اخر يقال: هو عبد الله بن رواحة.
(2) أي قطعها.
(3) في المصدر: بيساره.
(4) نهزه: دفعه وضربه. وفى المصدر: اما ترى أن الكلب قد نهز عمك.
(5) أي جرت دمعه.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست