بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٣٠
وقيل: إنه خطاب للمؤمنين، أي إن تستنصروا على أعداءكم فقد جاءكم النصر بالنبي صلى الله عليه وآله " وإن تنتهوا " عن الكفر (1) وقتال الرسول صلى الله عليه وآله " فهو خير لكم و إن تعودوا نعد " أي وإن تعودوا أيها المشركون إلى قتال المسلمين نعد بأن ننصرهم عليكم " ولن تغني عنكم فئتكم شيئا " أي ولن تدفع عنكم جماعتكم شيئا " وإن كثرت " الفئة " وإن الله مع المؤمنين " بالنصر والحفظ (2)، " إن الذين كفروا " قيل: نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش (3) يقاتل بهم النبي صلى الله عليه وآله سوى من استحاشهم (4) من العرب، وقيل: نزلت في المطعمين يوم بدر، وكانوا اثني عشر رجلا: أبو جهل بن هشام، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، ونبيه و منبه ابنا الحجاج، وأبو البختري بن هشام، والنضر بن الحارث، وحكيم بن حزام، وأبي بن خلف (5)، وزمعة بن الأسود، والحارث بن عامر بن نوفل، و

(1) في المصدر: أي من الكفر.
(2) مجمع البيان 4: 520 - 531.
(3) الأحابيش جمع الأحبوش والأحبوشة الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.
(4) أي سوى من جمعهم. وفي نسخة: استحاثهم، وفي المصدر: سوى من استجاشهم من العرب، وفيهم يقول كعب بن مالك:
فجئنا إلى موج من البحر وسطهم * أحابيش منهم حاسر ومقنع ثلاثة آلاف، ونحن بقية * ثلاث مئين ان كثرنا فأربع (5) هكذا في الكتاب ومصدره، وفى الامتاع: أمية بن خلف وهو الصحيح، قال المقريزي:
وخرجت قريش بالقيان والدفاف يغنين في كل منهل، وينحرون الجزر، وهم تسعمائة و خمسون مقاتلا، وكان المطعمون: أبو جهل نحر عشرا، وأمية بن خلف نحر تسعا، وسهيل ابن عمرو بن عبد شمس أخو بنى عامر بن لؤي نحر عشرا، وشيبة بن ربيعة نحر عشرا، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج نحرا عشرا، والعباس بن عبد المطلب نحر عشرا، وأبو البختري العاص ابن هشام بن الحارث بن أسد نحر عشرا، وذكر موسى بن عقبة أن أول من نحر لقريش أبو جهل بن هشام بمر الظهران عشر جزائر، ثم نحر لهم صفوان بن أمية بعسفان تسع جزائر ثم نحر لهم سهيل بن عمرو بقديد عشر جزائر، ومضوا من قديد إلى مناة من البحر فظلوا فيها و أقاموا يوما فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسع جزائر، ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم عتبة بن ربيعة عشر جزائر، ثم أصبحوا بالابواء فنحر لهم قيس بن قيس تسع جزائر، ثم نحر عباس بن عبد المطلب عشر جزائر، ثم نحر لهم الحارث بن عامر بن نوفل تسعا، ثم نحر لهم أبو البختري على ماء بدر عشر جزائر ونحر مقيس السهمي على ماء بدر تسعا ثم شغلتهم الحرب فاكلوا من أزوادهم انتهى وذكرهم ابن حبيب في المحبر: 162 مثل ما ذكر المقريزي أولا الا انه زاد عتبة، وقال: ونحر عشرا، ثم قال: فذكر محمد بن عمر المزني: ان قريشا كفأت قدور العباس ولم تطعمها لعلمها بميله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتهى.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست