بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢١٥
سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون " (1) وقوله: " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (2) " وقيل: " بكلماته " أي بأمره لكم بالقتال " ويقطع دابر الكافرين " أي يستأصلهم فلا يبقي منهم أحدا يعني كفار العرب " ليحق الحق " أي ليظهر الاسلام " ويبطل الباطل " أي الكفر بإهلاك أهله " ولو كره المجرمون " أي الكافرون، وذكر البلخي عن الحسن أن قوله: " وإذ يعدكم الله " نزلت قبل قوله: " كما أخرجك ربك " وهي في القراءة بعدها.
القصة قال أصحاب السير وذكر أبو حمزة وعلي بن إبراهيم في تفسيرهما دخل حديث بعضهم في بعض: أقبل أبو سفيان بعير قريش من الشام وفيها أموالهم وهي اللطيمة (3) فيها أربعون راكبا من قريش، فندب النبي صلى الله عليه وآله أصحابه للخروج إليها ليأخذوها وقال: لعل الله أن ينفلكموها (4)، فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم ولم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله يلقى كيدا ولا حربا، فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب لا يرونها إلا غنيمة لهم، فلما سمع أبو سفيان بمسير النبي صلى الله عليه وآله استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم ويخبرهم

(١) الصافات: ١٧١ - ١٧٣.
(٢) التوبة: ٣٣ والصف: ٩.
(٣) في النهاية: قال أبو جهل: يا قوم اللطيمة اللطيمة أي أدركوها. واللطيمة: الجمال التي تحمل العطر والبز غير الميرة. قال المقريزي في الامتاع: 66: كانت العير ألف بعير فيها أموال عظام، ولم يبق بمكة قرشي ولا قرشية له مثقال فصاعدا الا بعث به في العير، فيقال: إن فيها لخمسين ألف دينار، ويقال: أقل.
(4) في نسخة المصنف: أن ينفلكموهما. وهو وهم من سهو القلم.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست