بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٦
معهم ابن عمه مصعب بن هاشم (1)، فنزل دار أسعد بن زرارة فاجتمعوا عليه وأسلم أكثرهم إلا دار أمية بن زيد وحطمة ووائل وواقف، فإنهم أسلموا بعد بدر وأحد والخندق، وفي السنة القابلة كانت بيعة الحرس كانوا من الأوس والخزرج سبعين رجلا وامرأتين، واختار صلى الله عليه وآله منهم اثني عشر نقيبا ليكونوا كفلاء قومه، تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، فمن الخزرج أسعد وجابر والبراء بن معرور وعبد الله بن حزام وسعد بن عبادة والمنذر بن قمر وعبد الله بن رواحة و سعد بن الربيع، ومن القوافل عبادة بن الصامت، ومن الأوس أبو الهيثم وأسيد ابن حضير، وسعيد بن خيثمة (2).
8 - الخرائج: من معجزاته صلى الله عليه وآله أن قريشا كلهم اجتمعوا وأخرجوا بني هاشم إلى شعب أبي طالب، ومكثوا فيه ثلاث سنين إلا شهرا، ثم أنفق أبو طالب وخديجة جميع مالهما، ولا يقدرون على الطعام إلا من موسم إلى موسم، فلقوا من الجوع و العرى ما الله أعلم به وإن الله قد بعث على صحيفتهم الأرضة فأكلت كل ما فيها إلا اسم الله، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي طالب، فما راع قريشا إلا وبني هاشم عنق (3) واحد قد خرجوا من الشعب، فقالوا: الجوع أخرجهم، فجاؤوا حتى أتوا الحجر وجلسوا فيه، وكان لا يقعد فيه صبيان قريش (4)، فقالوا: يا أبا طالب قد آن لك أن تصالح قومك، قال: قد جئتكم مخبرا (5) ابعثوا إلى صحيفتكم لعله أن يكون بيننا وبينكم صلح فيها، فبعثوا إليها وهي عند أم أبي جهل، و كانت قبل في الكعبة، فخافوا عليها السراق فوضعت بين أيديهم وخواتيمهم عليها، فقال أبو طالب: هل تنكرون منها شيئا؟ قالوا: لا، قال: إن ابن أخي حدثني

(١) تقدم في الخبر السابق انه مصعب بن عمير، وسيأتي أيضا، وهو الصحيح، والمصدر خال عن قوله: ابن عمه.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١: ١٥٠ و 151.
(3) العنق: الجماعة.
(4) في نسخة: لا يقعد فيه الا فتيان قريش.
(5) في نسخة: جئتكم بخير.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست