بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٥
صلى الله عليه وآله ورهطه من الشعب وخالطوا الناس، ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين، وماتت خديجة رضي الله عنها بعد ذلك، وورد على رسول الله صلى الله عليه وآله أمران عظيمان، وجزع جزعا شديدا، ودخل على أبي طالب وهو يجود بنفسه وقال: يا عم ربيت صغيرا، ونصرت كبيرا، وكفلت يتيما، فجزاك الله عني خير الجزاء أعطني كلمة أشفع لك بها عند ربي. (1) قال ابن عباس: فلما ثقل أبو طالب رئي يحرك شفتيه، فأصغى إليه العباس (2) يسمع قوله، فرفع العباس [عنه] رأسه وقال: يا رسول الله والله قد قال الكلمة التي سألته إياها.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عارض جنازة أبي طالب فقال: وصلت رحما، (3) وجزيت خيرا يا عم. (4) 4 - إعلام الورى: وذكر محمد بن إسحاق بن يسار أن خديجة بنت خويلد وأبا طالب رضي الله عنهما ماتا في عام واحد، وتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وآله المصائب بهلاك خديجة و أبي طالب، وكانت خديجة وزيرة صدق على الاسلام، وكان يسكن إليها.
وذكر أبو عبد الله بن منده في كتاب المعرفة أن وفاة خديجة كانت بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام، وزعم الواقدي أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وفي هذه السنة توفيت خديجة وأبو طالب وبينهما خمس وثلاثون ليلة. (5) 5 - إعلام الورى: في كتاب دلائل النبوة عن الزهري قال: كان رسول الله يعرض نفسه

(1) لعله صلى الله عليه وآله قال ذلك، لان أبا طالب رضي الله عنه كان يتقى من قومه ويكتم إسلامه فأراد أن يعلم قومه ذلك، هذا بعد فرض صحة الرواية ووقوع ذلك، وإلا فالرواية كما ترى مرسلة.
(2) فيه تأمل فان العباس كان حينذاك في حزب المشركين ولم يكن أسلم، وبقى كذلك إلى أن أسلم في غزوة بدر الكبرى.
(3) في النسخة: وصلتك رحم.
(4) قصص الأنبياء: مخطوط.
(5) إعلام الورى: 35.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... تعريف الكتاب 2 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ... » »»
الفهرست