بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٧
ولم يكذبني قط أن الله قد بعث على هذه الصحيفة الأرضة فأكلت كل قطيعة وإثم، و تركت كل اسم هو لله فإن كان صادقا أقلعتم عن ظلمنا، وإن يكن كاذبا ندفعه إليكم فقتلتموه، فصاح الناس ": أنصفتنا يا أبا طالب، ففتحت ثم أخرجت فإذا هي مشربة كما قال صلى الله عليه وآله فكبر المسلمون وامتقعت (1) وجوه المشركين، فقال أبو طالب:
أتبين لكم أينا أولى بالسحر والكهانة؟ فأسلم يومئذ عالم من الناس، ثم رجع أبو طالب إلى شعبه، ثم عيرهم هشام بن عمرو العامري بما صنعوا ببني هاشم (2).
9 - مناقب ابن شهرآشوب: روى الزهري في قوله تعالى: " ولقد مكناهم " الآيات (3) قال:
لما توفي أبو طالب لم يجد النبي صلى الله عليه وآله ناصرا، ونثروا على رأسه التراب، قال: ما نال مني قريش شيئا حتى مات أبو طالب، وكان يستتر من الرمي بالحجر الذي عند باب البيت من يسار من يدخل، وهو ذراع وشبر في ذراع إذا جاءه من دار أبي لهب ودار عدي بن حمران وقالوا: لو كان محمد نبيا لشغلته النبوة عن النساء ولأمكنه جميع الآيات، ولأمكنه منع الموت عن أقاربه، ولما مات أبو طالب وخديجة فنزل: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك (4) " الآية.
الزهري في قوله تعالى: " فإن تولوا فقل حسبي الله (5) " الآية. لما توفي أبو طالب واشتد عليه البلاء عمد إلى ثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه سادتها، فلم يقبلوه وتبعه سفهاؤهم بالأحجار، ودموا رجليه، فخلص منهم واستظل في ظل حبلة منه (6) وقال: اللهم إني أشكو إليك من ضعف قوتي، وقلة حيلتي وناصري وهواني على الناس يا أرحم الراحمين. ثم ذكر حديث عداس كما مر في رواية الطبرسي.

(١) وامتقع مجهولا: تغير لونه من حزن أو فزع أو ريبة.
(٢) لم نجده في الخرائج المطبوع، وأسلفنا قبلا أن نسخة خرائج المصنف كانت مختلفة مع المطبوع.
(٣) الأحقاف: ٢٦ و ٢٧.
(٤) الرعد: ٣٨.
(٥) التوبة: ١٢٩.
(6) أي من بستان كما تقدم.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست