بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٤١٩
الحبشة (1)، سلام عليك، إني أحمد إليك الله (2) الملك القدوس المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده ونفخه فيه، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته. وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني فإني رسول الله، قد بعثت إليكم ابن عمي جعفر بن أبي طالب معه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فاقرهم (3) ودع التجبر، فإني أدعوك وجيرتك (4) إلى الله تعالى، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى.
فكتب إليه النجاشي: بسم الله الرحمان الرحيم: إلى محمد رسول الله من النجاشي الاصحم بن أبحر، سلام عليك يا نبي الله من الله (5) ورحمه الله وبركاته، لا إله إلا هو الذي هداني إلى الاسلام، وقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قرينا ابن عمك وأصحابه، وأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا (6)، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك يا رسول الله أريحا بن الاصحم بن أبحر، فإني لا أملك إلا نفسي، إن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، إني أشهد أن ما تقول حق.
ثم بعث إلى رسول الله هدايا (7) وبعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم، وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس، وبعث إليه بثلاثين رجلا من القسيسين لينظروا إلى كلامه

(1) في المصدر: ملك الحبشة.
(2) في نسخة: انى مهدى إليك سلام الله.
(3) من قرى الضيف: أضافه، أو من أقر فلانا في المكان: ثبته وسكنه فيه. وفى المصدر:
فأقر أي اعترف وأذعن بما جاؤوك به.
(4) في المصدر: وجنودك.
(5) المصدر خال من " من الله ".
(6) في المصدر: صادق مصدق.
(7) في المصدر: بهدايا.
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410