بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٤١٤
فعلوا ذلك حسدا للنبي (صلى الله عليه وآله) " ولتجدن أقربهم " إلى قوله: " إنا نصارى " يعني النجاشي وأصحابه، أو الذين جاؤوا مع جعفر مسلمين " قسيسين " أي عبادا أو علماء " ورهبانا " أي أصحاب الصوامع " وأنهم لا يستكبرون " عن اتباع الحق والانقياد له " مما عرفوا من الحق " أي لمعرفتهم أن المتلو عليهم كلام الله تعالى وأنه الحق " مع الشاهدين " أي مع محمد وأمته الذين يشهدون بالحق، وقيل: مع الذين يشهدون بالايمان " وما لنا لا نؤمن " معناه لأي عذر لا نؤمن بالله، وهذا جواب لمن قال لهم من قومهم تعنيفا لهم:
لم آمنتم؟ أو عن سؤال مقدر (1).
1 - تفسير علي بن إبراهيم: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " فإنه كان سبب نزولها أنه لما اشتدت قريش في أذى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه الذين آمنوا بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرجوا إلى الحبشة، وأمر جعفر بن أبي طالب أن يخرج معهم، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ليردهم إليهم، وكان عمرو وعمارة متعاديين فقالت قريش: كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة وبرئت بنوسهم من جناية عمرو بن العاص، فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفا، فأخرج عمرو بن العاص أهله معه، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر، فقال عمارة لعمرو بن العاص: قل لأهلك تقبلني، فقال عمرو: أيجوز (2) سبحان الله؟ فسكت عمارة، فلما انتشى عمرو، وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر، فتشبث عمرو بصدر السفينة وأدركوه وأخرجوه، فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا، فقبلها منهم، فقال عمرو بن العاص: أيها الملك إن قوما منا خالفونا في ديننا، وسبوا آلهتنا، وصاروا إليك فردهم إلينا، فبعث النجاشي إلى جعفر فجاء فقال: يا جعفر ما يقول هؤلاء؟ فقال جعفر: أيها الملك وما يقولون؟ قال:
يسألون أن أردكم إليهم، قال: أيها الملك سلهم أعبيد نحن لهم؟ قال عمرو: لابل أحرار

(1) مجمع البيان 3: 233 و 234.
(2) في المصدر: أيجوز هذا؟
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410