بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٧٥
قوله تعالى " رحلة الشتاء " قال الطبرسي: كانت لقريش رحلتان في كل سنة رحلة في الشتاء إلى اليمن، لأنها بلاد حامية، ورحلة في الصيف إلى الشام لأنها بلاد باردة ولولا هاتان الرحلتان لم يمكنهم به مقام، وقيل: إن كلتا الرحلتين كانت إلى الشام ولكن رحلة الشتاء في البحر إلى وايله طلبا للدفء، ورحلة الصيف إلى بصرى وأذرعات طلبا للهواء (1).
وقال في قوله: " أرأيت الذي يكذب بالدين ": أي بالجزاء والحساب، قال الكلبي:
نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقيل: في الوليد بن المغيرة عن السدي ومقاتل، وقيل:
في أبي سفيان كان ينحر في كل أسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصاه (2) عن ابن جريح، وقيل: في رجل من المنافقين عن ابن عباس. " يدع اليتيم " أي يدفعه بعنف " ولا يحض على طعام المسكين " أي لا يطعمه ولا يحث عليه إذا عجز (3).
أقول: قد مضى سبب نزول سورة الجحد في كتاب الاحتجاج.
وقال الطبرسي: روى ابن جبير، عن ابن عباس قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم الصفا فقال: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: مالك؟ فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني؟ قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك لهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله هذه السورة: " تبت يدا أبي لهب وتب " أي خسرت يداه أو صفرتا من كل خير، وهو ابن عبد المطلب عم النبي (صلى الله عليه وآله) " وامرأته " وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان " حمالة الحطب " كانت تحمل الغضا والشوك فتطرحه في طريق رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا خرج إلى الصلاة ليعقره عن ابن عباس، وفي رواية الضحاك: قال الربيع بن أنس كانت تبث وتنشر الشوك على طريق الرسول (صلى الله عليه وآله) فيطأه كما يطأ أحدكم الحرير، وقيل: إنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس فتلقي بينهم العداوة، وتوقد نارها بالتهييج كما يوقد النار

(1) مجمع البيان 10: 545.
(2) أي ضربه به.
(3) مجمع البيان 10: 547.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410