بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٧٦
عبد المطلب إلى مكة وسوده أهل مكة عليهم كبر ذلك على عدي بن نوفل، إذ مال الناس إلى عبد المطلب وكبر ذلك عليه، فلما كان بعض الأيام تناسبا (1) وتقاولا ووقع الخصام، فقال عدي بن نوفل لعبد المطلب: أمسك عليك ما أعطيناك، ولا يغرنك ما خولناك، فإنما أنت غلام من غلمان قومك، ليس لك ولد ولا مساعد فبم تستطيل علينا ولقد كنت في يثرب وحيدا " حتى جاء بك عمك إلينا، وقدم بك علينا، فصار لك كلام، فغضب عبد المطلب لذلك، وقال له: يا ويلك تعيرني بقلة الولد، لله علي عهد وميثاق لازم، لان رزقني الله عشرة أولاد ذكورا " وزاد عليهم لأنحرن أحدهم إكراما " وإجلالا لحقه، وطلبا " بثأري (2) بالوفاء، اللهم فكثر لي العيال، ولا تشمت بي أحدا "، إنك أنت الفرد الصمد، ولا أعاين بمثل قولك أبدا (3)، ثم مضى وأخذ في خطبة النساء والتزويج حرصا " على الأولاد، ثم تزوج بست نساء فرزق منهن عشرة أولاد، وكل امرأة تزوجها هي كانت ذات حسن وجمال وعز في قومها، منهن منعة بنت حباب الكلابية (4)، والطائفية (5)، والطليقية بنت غيدق اسمها سمراء، وهاجرة الخزاعية، وسعدى بنت حبيب الكلابية، وهالة بنت وهب، وفاطمة بنت عمرو المخزومية، وأما منعة بنت الحباب فإنها ولدت له الغيداق واسمه الحجل، وإنما سمي الغيداق لمروته وبذل ماله، وأما الفرعي (6) فولدت له أبا لهب واسمه عبد العزى، وأما سعدى (7) فولدت له ولدين: أحدهما ضرار، والاخر العباس، وأما فاطمة فولدت له ولدين: أحدهما عبد مناف، ويقال له: أبو طالب

(1) تسابا خ ل.
(2) لثارى خ ل.
(3) قوله أحدا خ ل.
(4) في المصدر: بغلة بنت حسان الكلبية: وفي تاريخ اليعقوبي: ممنعة بنت عمرو بن مالك بن نوفل الخزاعي.
(5) لم يذكر الطائفية في المصدر.
(6) لم تسبق قبل ذلك ولعلها الخزاعية. وذكر اليعقوبي أن اسمها لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر الخزاعي.
(7) في تاريخ اليعقوبي: اسمها نتيلة بنت جناب بن كليب بن النمر بن قاسط.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست