بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٧٤
على هامته وخرجت من دبره، وأما أبرهة فإنه سار مجدا " على فرسه، إذ سقطت يده اليمنى فتحير في أمره فسقطت يده اليسرى، ثم رجله اليمنى، ثم اليسرى، فأتى منزله فحكى لهم جميع ما جرى لهم كلهم، فما أتم حديثه إلا ورأسه قد وقع، هذا ما جرى لهم، وأما عبد المطلب ومن معه فإنهم أقاموا في ابتهال ودعاء وتضرع وقد استجيب لهم ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقالوا في دعائهم: (اللهم ببركة هذا النور الذي وهبتنا اجعل لنا من كل كيدهم فرجا " (1)، وانصرنا على أعداءنا) ونظروا هياكل الأعداء على وجه الأرض مطروحة، والفيل ولى هاربا "، وأما ما كان ممن فر من أهل مكة وسمع بما نزل بأصحاب الفيل أتوا فرحين مستبشرين، وأقاموا مدة ينقلون الا سلاب والرحال (2) وكان سعادتهم (3) وسرورهم ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم إن عبد المطلب (4) كان ذات يوم نائما " في الحجر إذ أتاه آت فقال له: احفر طيبة، قال: فقلت له: وما طيبة؟ فغاب عني إلى غد، فنمت في مكاني فأتى الهاتف فقال: احفر برة، فقلت: وما برة؟ فغاب عني، فنمت في اليوم الثالث فأتى وقال: احفر مضنونة، فقلت: وما مضنونة؟، فغاب عني، وأتاني في اليوم الرابع وقال: احفر زمزم، فقلت: وما زمزم؟ قال: لا تنزف أبدا " ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم، عند قرية النمل، فلما دله على الموضع أخذ عبد المطلب معوله وولده الحارث ولم يكن له يومئذ ولد غيره، فلما ظهر له البناء وعلمت قريش بذلك قالوا له: هذا بئر زمزم، بئر أبينا إسماعيل عليه السلام و نحن فيه شركاء، قال: لا أفعل لأنه أمر خصصت به دونكم، فتشاوروا على أن يجعلوا

(1) في المصدر: فرجا ومخرجا.
(2) أسلاب جمع السلب: ما يسلب وينتزع من القتيل. الرحال جمع الرحل: ما يستصحبه المسافر من الأثاث في السفر.
(3) في المصدر: وكان ذلك سبب سعادتهم.
(4) في المصدر: قال الراوي لهذا الحديث ثم إن عبد المطلب.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست