بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٧٣
بين رجليه كالعدس، وكبيرها كالحمص، وقد تعالت الطيور، وارتفعت وامتدت فوق العسكر (1)، وانتشرت بطولهم وعرضهم، فلما نظر القوم إلى ذلك خافوا وقالوا: ما هذه الطيور التي لم نر مثلها قبل هذا اليوم؟ فقال الأسود: ما عليكم بأس، لأنها طير تحمل رزقها لفراخها، ثم قال: علي بقوسي ونبلي حتى أردها عنكم، فأخذ قوسه و أراد الرمي فتصارخت الطيور مستأذنة لربها في هلاك القوم، فما أتمت (2) صراخها حتى فتحت أبواب السماء، وإذا بالنداء: أيها الطيور المطيعة لربها افعلوا ما أمرتم به، فقد اشتد غضب الجبار على الكفار، ففتحت الطيور أفواهها، وكان أول حصاة وقعت على رأس حناطة فنزلت من البيضة إلى الرأس إلى الحلقوم، ونزلت إلى الصدر، وخرجت من دبره، ونزلت إلى الأرض وغاصت فانقلب صريعا "، فتناثرت (3) القوم يمينا " وشمالا و الطيور تتبعهم لا تحول ولا تزول عن الرجل حتى ترميه بالحصاة على رأسه، فتخرج من دبره ولا يردها درقة (4) ولا حديد، وإن أبرهة لما نظر إلى الطير وفعلها علم أنه قد أحيط بهم، فولى هاربا " على وجهه، وأما الأسود فإنه لما نظر إلى ما نزل بقومه والحصى تتساقط عليهم وهم يقعون على وجوههم فإذا بطير قد ألقى (5) حجرا " فوقع في فيه حتى خرج من دبره (6)، وأتاه آخر فضربه في هامته فطلع من قفاه (7)، فخر صريعا "، وأعجب من ذلك أن رجلا " من حضرموت كان له أخ فسأله المسير معه فأبى، وقال: ما أنا ممن يتعرض لبيت الله، فلما نزل بهم البلاء خرج هاربا " على وجهه والطير يتبعه، فلما وصل إلى أخيه وصف له العذاب الذي حل بالقوم ورفع رأسه وإذا هو بطير قد رماه بحصاة

(1) في المصدر: وامتدت من فوق رؤس القوم.
(2) في المصدر: فماتت.
(3) فتنافرت خ ل.
(4) الدرقة: الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب.
(5) قد ألقى عليه خ ل.
(6) خرج من نقرة قفاه خ ل.
(7) من قفاه خ ل وفي المصدر: فخرج من نقرته.
(٧٣)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست