بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٨٤
عبد الله ولده ليذبحه، وهو لا يسمع (1) عذل عاذل، ولا قول قائل، وضجت الملائكة بالتسبيح، ونشرت أجنحتها، ونادى جبرئيل (2)، وتضرع إسرافيل وهم يستغيثون إلى ربهم، فقال الله: يا ملائكتي إني بكل شئ عليم، وقد ابتليت عبدي لأنظر صبره على حكمي، فبينما عبد المطلب كذلك إذ أتاه عشرة رجال عراة حفاة، في أيديهم السيوف، وحالوا بينه وبين ولده، فقال لهم: ما شأنكم؟ قالوا له: لا ندعك تذبح ابن أختنا ولو قتلتنا (3) عن آخرنا، ولقد كلفت هذه المرأة ما لا تطيق، ونحن أخواله من بني مخزوم، فلما رآهم قد حالوا بينه وبين ولده رفع رأسه إلى السماء، وقال: (يا رب قد منعوني أن أمضي حكمك، وأوفي بعهدك، فاحكم بيني وبينهم بالحق وأنت خير الحاكمين)، فبينما هم كذلك (4) إذ أقبل عليهم رجل من كبار قومه يقال له: عكرمة بن عامر (5)، فأشار بيده إلى الناس أن اسكتوا، ثم قال: يا أبا الحارث اعلم أنك قد أصبحت سيد الأبطح، فلو فعلت بولدك هذا لصار سنة بعدك يلزمك عارها وشنارها، وهذا لا يليق بك، فقال: أترى يا عكرمة أغضب ربي؟ قال: إني أدلك (6) على ما فيه الصلاح، قال: ما هو يا عكرمة، قال: إن معنا في بلادنا كاهنة (7) عارفة ليس في الكهان أعرف منها، تحدث بما يكون في ضمائر الناس وما يخفى في سرائرهم (8)، وذلك أن لها صاحبا من الجن يخبرها بذلك، فلما سمع كلامه سكن ما به فأجمع رأيهم (9) على ذلك، فقالوا:
يا أبا الحارث لقد تكلم عكرمة بالصواب، فأخذ عبد المطلب ولده وأقبل إلى منزله وأخذ

(1) فلما حققت الحقائق، وأخذ الشفرة بيده وهو لا يسمع خ ل وفي المصدر: وقد اضطربت بما جرى عليها، وقد حققت الحقائق، وأخذ الشفرة بيده وهو لا يسمع.
(2) في المصدر: فابتهل جبرائيل.
(3) ولو قتلنا خ ل.
(4) في ذلك خ ل.
(5) في المصدر: وكان سيد قومه.
(6) في المصدر زيادة هي: وأرضى عباده واخلف عهده، قال عكرمة: هل أدلك.
(7) في المصدر: قال عكرمة: اعلم أيها السيد ان جوارنا كاهنة.
(8) وما يجول في سرائرهم خ ل وفي المصدر: وما يحول.
(9) فلما سمع كلامه أصغى إليه وسكن. وهكذا هو في المصدر. وفيه: فأجمعوا رأيهم.
(٨٤)
مفاتيح البحث: الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست