بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٦
" درجات مما عملوا " أي على مراتبهم ومقادير أعمالهم، فدرجات الأبرار في عليين، ودرجات الفجار دركات في سجين، وقيل: معناه: لكل مطيع درجات ثواب وإن تفاضلوا في مقاديرها.
وفي قوله: " ولا تستعجل لهم ": أي العذاب لأنه كائن واقع بهم عن قريب " كأنهم يوم يرون ما يوعدون " أي من العذاب في الآخرة " لم يلبثوا " في الدنيا " إلا ساعة من نهار " أي إذا عاينوا العذاب صار طول لبثهم في الدنيا والبرزخ كأنه ساعة من النهار، لان ما مضى كأن لم يكن وإن كان طويلا.
وفي قوله: " ذلك " أي ذلك الرد الذي يقولون " رجع بعيد " أي رد بعيد عن الأوهام، وإعادة بعيدة عن الكون، والمعنى: أنه لا يكون ذلك لأنه غير ممكن. ثم قال سبحانه: " قد علمنا ما تنقص الأرض منهم " أي ما تأكل الأرض من لحومهم ودمائهم، وتبليه من عظامهم فلا يتعذر علينا ردهم " وعندنا كتاب حفيظ " أي حافظ لعدتهم وأسمائهم وهو اللوح المحفوظ لا يشذ عنه شئ، وقيل: " حفيظ " أي محفوظ عن البلى والدروس وهو كتاب الحفظة الذين يكتبون أعمالهم: " بل كذبوا بالحق لما جائهم " والحق هو القرآن، وقيل: هو الرسول " فهم في أمر مريج " أي مختلط، فمرة قالوا:
مجنون وتارة قالوا: ساحر، وتارة قالوا: شاعر، فتحيروا في أمره لجهلهم بحاله.
قوله: " من فروج " أي شقوق وفتوق: وقيل: معناه: ليس فيها تفاوت واختلاف. قوله تعالى: " من كل زوج بهيج " أي من كل صنف حسن المنظر. وقوله: " وحب الحصيد " أي حب البر والشعير وكل ما يحصد " والنخل باسقات " أي طويلات عاليات " لها طلع نضيد " أي نضد بعضه على بعض. وفي قوله: " أفعيينا بالخلق الأول " أي أفعجزنا حين خلقناهم أولا ولم يكونوا شيئا، فكيف نعجز عن بعثهم وإعادتهم؟ " بل هم في لبس من خلق جديد " أي بل هم في ضلال وشك من إعادة الخلق جديدا.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: " والذاريات ذروا ": يعني الرياح تذر والتراب أو غيره، أو النساء الولودات فإنهن يذرين الأولاد، أو الأسباب التي تذري الخلائق من الملائكة وغيرهم " فالحاملات وقرا " فالسحب الحاملة للأمطار، أو الرياح الحاملة
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326