ربك " أي القيامة أو العذاب، وفي قوله تعالى: " يصلاها " أي يصير صلاها ويحترق بنارها " مذموما " ملوما " مدحورا " مبعدا من رحمة الله و في قوله تعالى: " وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا " أي غبارا "، وقيل: ترابا " قل " يا محمد لهم: " كونوا حجارة أو حديدا " أي اجهدوا في أن لا تعادوا وكونوا إن استطعتم حجارة في القوة أو حديدا في الشدة " أو خلقا مما يكبر في صدوركم " أي خلقا هو أعظم من ذلك عندكم وأصعب فإنكم لا تفوتون الله وسيحييكم بعد الموت وينشركم، وقيل: يعني بما يكبر في صدوركم الموت أي لو كنتم الموت لأحياكم الله، وقيل: يعني به السماوات والأرض والجبال " فسينغضون إليك رؤسهم " أي يحركونها تحريك المستهزئ المستخف المستبطئ لما تنذرهم به " و يقولون متى هو " أي متى يكون البعث؟ " قل عسى أن يكون قريبا " لان ما هو آت قريب " يوم يدعوكم " أي من قبوركم إلى الموقف على ألسنة الملائكة وذلك عند النفخة الثانية فيقول: أيها العظام النخرة والجلود البالية عودي كما كنت " فتستجيبون " مضطرين " بحمده " أي حامدين لله على نعمه وأنتم موحدون، وقيل: أي تستجيبون معترفين بأن الحمد لله على نعمه لا تنكرونه لان المعارف هناك ضرورية، قال سعيد بن جبير: يخرجون من قبورهم يقولون: سبحانك وبحمدك، ولا ينفعهم في ذلك اليوم لأنهم حمدوا حين لم ينفعهم الحمد " وتظنون إن لبثتم إلا قليلا " أي تظنون أنكم لم تلبثوا في الدنيا إلا قليلا لسرعة انقلاب الدنيا إلى الآخرة، وقال الحسن وقتادة: استقصروا مدة لبثهم في الدنيا لما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة، ومن المفسرين من يذهب إلى أن هذه الآية خطاب للمؤمنين لأنهم الذين يستجيبون الله بحمده ويحمدونه على إحسانه إليهم ويستقلون مدة لبثهم في البرزخ لكونهم في قبورهم منعمين غير معذبين وأيام السرور والرخاء قصار. وقال في قوله تعالى: " على وجوههم ". أي يسحبون على وجوههم إلى النار مبالغة في إهانتهم.
وروى أنس أن رجلا قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟
قال: إن الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يحشره على وجهه يوم القيامة " عميا وبكما وصما " قيل: المعنى: عميا عما يسرهم، بكما عن التكلم بما ينفعهم، صما عما يمتعهم عن ابن عباس، وقيل: يحشرون على هذه الصفة، قال مقاتل: ذلك