بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢١
أي فرقتم كل تفريق وقطعتم كل تقطيع، وأكلتكم الأرض والسباع والطيور. و الجديد: المستأنف المعاد " أفترى على الله كذبا " أي هل كذب على الله متعمدا " أم به جنة " أي جنون فهو يتكلم بما لا يعلم، ثم رد سبحانه عليهم قولهم فقال: بل ليس الامر على ما قالوا " الذين لا يؤمنون بالآخرة " أي هؤلاء الذين لا يصدقون بالبعث والجزاء " في العذاب " في الآخرة " والضلال البعيد " من الحق في الدنيا. ثم وعظهم سبحانه ليعتبروا فقال: " أفلم يروا " أي أفلم ينظر هؤلاء الكفار " إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض " كيف أحاطت بهم فلا يقدرون على الخروج منها، أو المعنى: أفلم يتفكروا فيها فيستدلوا بذلك على قدرة الله تعالى، ثم ذكر سبحانه قدرته على إهلاكهم فقال: " إن نشأ نخسف بهم الأرض " كما خسفنا بقارون " أو نسقط عليهم كسفا " أي قطعة من السماء تغطيهم وتهلكهم " إن في ذلك لآية " أي إن فيما يرون من السماء و الأرض لدلالة على قدرة الله على البعث وعلى ما يشاء من الخسف بهم " لكل عبد منيب " أناب إلى الله ورجع إلى طاعته.
وفي قوله: " يفتح بيننا " أي يحكم بالحق. وفي قوله: " ميعاد يوم " أي يوم القيامة، وقيل: يوم وفاتهم. وفي قوله تعالى: " وآثارهم " أي ما يكون له أثر، أو أعمالهم التي صارت سنة بعدهم يقتدى فيها بهم حسنة كانت أم قبيحة، وقيل: أي نكتب خطأهم إلى المساجد. وفي قوله: " وإن كل لما " إن نافية، ولما بمعنى إلا وفي قوله: " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا " أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة، يعني بذلك المرخ والعفار وهما شجرتان تتخذ الاعراب زنودها منهما، فبين سبحانه أن من قدر على أن يجعل في الشجر الذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع مضادة النار للرطوبة حتى إذا احتاج الانسان حك بعضه ببعض فيخرج منه النار وينقدح قدر أيضا على الإعادة، وتقول العرب: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار (1).
وقال الكلبي: كل شجر تنقدح منه النار إلا العناب، وقال في سبب نزول الآيات: قيل: إن أبي بن خلف أو العاص بن وائل جاء بعظم بال متفتت وقال: يا

(1) في القاموس: استمجد المرخ والعفار، استكثر امن النار. منه
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326