رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت، فيجاء بيوسف عليه السلام فيقال: أنت أحسن أو هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول: يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت، فيجاء بأيوب عليه السلام فيقال: أبليتك أشد أو بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن. " الروضة ص 228 - 229 " (باب 14) * (ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة) * الآيات، النور " 24 " ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب. 38 الفرقان " 25 " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما 70.
تفسير: قال البيضاوي في قوله سبحانه: " ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ": أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة " ويزيدهم من فضله " أشياء لم يعدهم على أعمالهم ولم يخطر ببالهم " والله يرزق من يشاء بغير حساب " تقرير للزيادة، وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشية وسعة الاحسان.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ":
قال قتادة: التبديل في الدنيا طاعة الله بعد عصيانه، وذكر الله بعد نسيانه، والخير يعمله بعد الشر: وقيل: يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الاعمال في الاسلام، وقيل: إن معناه أن يمحو السيئة عن العبد ويثبت له بدلها الحسنة، واحتجوا بما رواه مسلم في الصحيح مرفوعا إلى أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: أعرضوا عليه صغار ذنوبه ونحوا عنه كبارها، فيقال: عملت يوم كذا وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبار، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة، فيقول: إن لي ذنوبا ما أراها ههنا، قال: ولقد رأيت رسول الله صلى الله وآله ضحك حتى بدت نواجذه.