بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ٣١٤
عن أبيه، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل: " وما خلقت الجن و الانس إلا ليعبدون " قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة، قال: وسألته عن قوله عز وجل " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " قال: خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم. " ص 16 " بيان: قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " إلا ليعبدون " أي لم أخلق الجن والإنس إلا لعبادتهم إياي فإذا عبدوني استحقوا الثواب. وقيل: إلا لآمرهم وأنهاهم وأطلب منهم العبادة، واللام لام الغرض، والمراد أن الغرض في خلقهم تعريض الثواب، وذلك لا يحصل إلا بأداء العبادات، فصار كأنه سبحانه خلقهم للعبادة، ثم إنه إذا لم يعبده قوم لم يبطل الغرض، ويكون كمن هيأ طعاما لقوم ودعاهم ليأكلوه فحضروا ولم يأكله بعضهم، فإنه لا ينسب إلى السفه ويصح غرضه، فإن الاكل موقوف على اختيار الغير، وكذلك المسألة فإن الله إذا أزاح علل المكلفين من القدرة والآلة والالطاف وأمرهم بعبادته فمن خالف فقد أتى من قبل نفسه لا من قبله سبحانه. وقيل: معناه:
إلا ليقروا بالعبودية طوعا وكرها. ثم قال تعالى: " ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " لنفي إيهام أن يكون ذلك لعائدة نفع تعود إليه تعالى فبين أنه لعائدة النفع على الخلق دونه تعالى لأنه غني بنفسه، غير محتاج إلى غيره، وكل الخلق محتاجون إليه. وقيل: معناه: ما أريد أن يرزقوا أحدا من خلقي، وإنما أسند الطعام إلى نفسه لان الخلق كلهم عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه.
6 - علل الشرائع: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن عبد الله بن أحمد النهيكي، عن علي بن الحسن الطاطري، عن درست، عن جميل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك ما معنى قول الله عز وجل: و " ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "؟ فقال:
خلقهم للعبادة. (1) " ص 16 " 7 - علل الشرائع: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن الحسن بن فضال، عن ثعلبة، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " وما خلقت

(1) وفي نسخة: خلقتهم للعبادة
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331