بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٤
السبخة (1) التي مازجته من الناصب، وما رأيت من حسن خلق الناصب وطلاقة وجهه وحسن بشره وصومه وصلاته فمن تلك السبخة التي أصابته من المؤمن. " ص 282 - 283 " 50 - نهج البلاغة: من كلام له روى اليمامي، عن أحمد بن قتيبة، عن عبد الله بن يزيد، عن مالك بن دحية قال: كنا عند أمير المؤمنين علي عليه السلام وقد ذكر عنده اختلاف الناس:
إنما فرق بينهم مبادي طينتهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزن (2) تربة وسهلها، فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون، فتام الرواء ناقص العقل، وماد القامة (3) قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان.
بيان: قوله عليه السلام: إنما فرق بينهم قال ابن ميثم: أي تقاربهم في الصور والأخلاق تابع لتقارب طينهم وتقارب مباديه وهي السهل والحزن، والسبخ والعذب; وتفاوتهم فيها لتفاوت طينهم ومباديه المذكورة. وقال أهل التأويل: الإضافة بمعنى اللام أي المبادي لطينهم، كناية عن الاجزاء العنصرية التي هي مبادي المركبات ذوات الأمزجة، والسبخ كناية عن الحار اليابس، والعذب عن الحار الرطب، والسهل عن البارد الرطب والحزن عن البارد اليابس. والفلقة: القطعة والشق من الشئ، والرواء: المنظر الحسن، وقريب القعر أي قصير. بعيد السبر أي داهية يبعد اختبار باطنه يقال: سبرت الرجل أسبره أي اختبرت باطنه وغوره. والضريبة الخلق والطبيعة. والجليبة: ما يجلبه الانسان ويتكلفه أي خلقه حسن يتكلف فعل القبيح، وحمله ابن ميثم على العكس، وقال:
متفرق اللب أي يتبع كل ناعق. ثم قال: الخمسة الأول ظاهرهم مخالف لباطنهم، والأخيرتان ليستا على تلك الوتيرة، ذكرتا لتتميم الاقسام.
51 - تفسير العياشي: عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أرأيت حين أخذ الله الميثاق

(1) سبخ الأرض: مالحها.
(2) الحزن بفتح الحاء: الخشن ضد السهل.
(3) ماد القامة: طويلها.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331