بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٠
ولا يخفي بعده، وقال الفيروزآبادي: جسأ جسوءا: صلب، وجسأت الأرض وبالضم فهي مجسوءة من الجساء، وهو الجلد الخشن، والماء الجامد، والصرد بفتح الراء وسكونها:
البرد فارسي معرب والحرور بالفتح: الريح الحارة.
قوله عليه السلام: مؤلف بين متعادياتها كما ألف بين العناصر المختلفة الكيفيات، وبين الروح والبدن، وبين القلوب المتشتتة الأهواء وغير ذلك. قوله: مفرق بين متدانياتها كما يفرق بين أجزاء العناصر وكلياتها للتركيب، وكما يفرق بين الروح والبدن، وبين أجزاء المركبات عند انحلالها، والأبدان بعد موتها، وبين القلوب المتناسبة لحكم لا تحصى فدل التأليف والتفريق المذكوران الواقعان على خلاف مقتضى الطبائع على قاسر يقسرها عليهما، وكونهما على غاية الحكمة ونهاية الاحكام على علم القاسر وقدرته وكماله قوله عليه السلام: ذلك قوله عز وجل يحتمل أن يكون استشهادا لكون المضادة والمقارنة دليلين على عدم اتصافه بهما كما فسر بعض المفسرين الآية بأن الله تعالى خلق كل جنس من أجناس الموجودات نوعين متقابلين وهما زوجان لان كل واحد منهما مزدوج بالآخر كالذكر والأنثى، والسواد والبياض، والسماء والأرض، والنور والظلمة والليل والنهار، والحار والبارد، والرطب واليابس، والشمس والقمر والثوابت والسيارات، والسهل والجبل، والبحر والبر، والصيف والشتاء والجن و الانس، والعلم والجهل، والشجاعة والجبن، والجود والبخل، والايمان والكفر، والسعادة والشقاوة، والحلاوة والمرارة، والصحة والسقم، والغناء والفقر، والضحك والبكاء، والفرح والحزن، والحياة والموت إلى غير ذلك مما لا يحصى، خلقهم كذلك ليتذكروا أن لهم موجدا ليس هو كذلك. ويحتمل أن يكون استشهادا لكون التأليف والتفريق دالين على الصانع لدلالة خلق الزوجين على المفرق والمؤلف لهما لأنه خلق الزوجين من واحد بالنوع فيحتاج إلى مفرق يجعلهما متفرقين وجعلهما مزاوجين مؤتلفين الفة بخصوصهما فيحتاج إلى مؤلف يجعلهما مؤتلفين. وقيل: كل موجود دون الله ففيه زوجان اثنان، كالماهية والوجود، والوجوب والامكان، والمادة
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322