بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٥
والاتحاد، أو من توهم أنه تعالى محيط بكل شئ إحاطة جسمانية، ويحتمل أن يكون كناية عن نهاية المعرفة به والوصول إلى كنهه، وفي بعض نسخ " يد ": أشمله (1) أي جعل شيئا شاملا له بأن توهمه محاطا بمكان، ومثله قوله عليه السلام: من اكتنهه أي توهم أنه أصاب كنهه.
قوله عليه السلام: ومن قال: كيف (2) أي سأل عن الكيفيات الجسمانية فقد شبهه بخلقه، ومن قال: لم صار موجودا أو لم صار عالما أو قادرا؟ فقد علله بعلة، وليس لذاته وصفاته علة. وفي " مجالس المفيد ". وأكثر نسخ " يد ": علله، وهو أظهر، ومن قال: متى وجد؟
فقد وقت أول وجوده وليس له أول، ومن قال: فيم أي في أي شئ هو؟ فقد جعله في ضمن شئ، وجعل شيئا متضمنا له، وهو من خواص الجسمانيات، ومن قال: إلام؟ أي إلى أي شئ ينتهي شخصه فقد نهاه أي جعل له حدودا ونهايات جسمانية، وهو تعالى منزه عنها، ومن قال: حتام يكون وجوده؟ فقد غياه أي جعل لبقائه غاية ونهاية، ومن جعل له غاية فقد غاياه أي حكم باشتراكه مع المخلوقين في الفناء فيصح أن يقال:
غايته قبل غاية فلان أو بعده، ومن قال به فقد حكم باشتراكه معهم في الماهية في الجملة فقد حكم بأنه ذو أجزاء، ومن قال به فقد وصفه بالامكان والعجز وسائر نقائص الممكنات، ومن حكم به فقد ألحد في ذاته تعالى. ويحتمل أن يكون المعنى: أن من جعل لبقائه غاية فقد جعل لذاته أيضا غايات وحدودا جسمانية بناءا على عدم ثبوت مجرد سوى الله تعالى، وتفرع التجزء وما بعده على ذلك ظاهر. ويمكن أن يقال:
الغاية في الثاني بمعنى العلة الغائية كما هو المعروف أو الفاعلية، وقد تطلق عليها أيضا بناءا على أن المعلول ينتهي إليها فهي غاية له، فعلى الأول المعنى أنه من حكم بانتهائه فقد علق وجوده على غاية ومصلحة، كالممكنات التي عند انتهاء المصلحة ينتهي بقاؤهم، وعلى الثاني المراد أنه لو كان وجوده واجبا لما تطرق إليه الفناء فيكون مستندا إلى علة، وعلى الوجهين فيكون وجوده زائدا على ذاته فاتصف حينئذ بالصفات الزائدة،

(1) وفى بعض نسخ العيون: استمثله: أي تجاوز حقه ولم يعرفه من طلب له مثالا من خلقه.
(2) لان " كيف " يسأل بها عن كيفيات الأجسام، يقال: كيف زيد صحيح أم سقيم؟ والله تعالى متعال عن وقوعه محلا للعوارض، واتصافه بما يتصف به خلقه.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322