بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٣١
يتكلم في توحيد الله فقال: أول عبادة الله معرفته إلى آخر الخطبة. (1) مجالس المفيد: عن الحسن بن حمزة مثله بتغيير ما.
بيان: مليا أي طويلا. والانتفاض: شبه الارتعاد والاقشعرار. قوله عليه السلام:
أول عبادة الله أي أشرفها وأقدمها زمانا ورتبة لاشتراط قبول سائر الطاعات بها، وأصل المعرفة التوحيد، إذ مع إثبات الشريك أو القول بتركب الذات أو زيادة الصفات يلزم القول بالامكان فلم يعرف المشرك الواجب ولم يثبته، ونظام التوحيد وتمامه نفي الصفات الزائدة الموجودة عنه إذ أول التوحيد نفي الشريك، ثم نفي التركب ثم نفي الصفات الزائدة، فهذا كما له ونظامه، ثم استدل عليه السلام على نفي زيادة الصفات ويمكن تقريره بوجوه:
الأول: أن يكون إشارة إلى دليلين: الأول أن كل صفة وموصوف لابد من أن يكونا مخلوقين إذا لصفة محتاجة إلى الموصوف لقيامها به وهو ظاهر، والموصوف محتاج إلى الصفة في كماله والصفة غيره، وكل محتاج إلى الغير ممكن فلا يكون شئ منهما واجبا ولا المركب منهما، فثبت احتياجهما إلى علة ثالثة ليس بموصوف ولا صفة وإلا لعاد المحذور.
الثاني: أن الصانع لابد أن يكون كاملا أزلا وأبدا لشهادة جميع العقول به فلابد من أن تكون الصفات الزائدة مقارنة له غير منفكة عنه، ويجوز قدم الجميع لبطلان تعدد القدماء فيلزم حدوث الذات والصفات معا فلا يكون شئ منها واجبا فالمراد بقوله:
شهادة كل موصوف وصفة شهادة كل موصوف فرض كونه صانعا وصفته، أو الصفات اللازمة للذوات الوجه الثاني أن يكون إشارة إلى دليلين على وجه آخر:
الأول: أنه لو كانت له تعالى صفات زائدة لكانت ممكنة لامتناع تعدد الواجب، ولا يجوز أن يكون الواجب موجدا لها إما لامتناع كون الشئ قابلا وفاعلا لشئ واحد، أو لان تأثير الواجب فيها يتوقف على اتصافه بتلك الصفات إذ لو لم يتوقف

(1) يوجد في ص 149 من أمالي المفيد المطبوع في النجف مع اختلافات وإسقاطات كثيرة.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322