المجلس وترك عليا عليه السلام فيه، وانصرف علي عليه السلام عنه (1).
ومما يدل على أن أبا بكر كان ظالما في أمر ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه ترك بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيفه وعمامته عند أمير المؤمنين عليه السلام، فناقض فعله قوله، ولو كان في الواقع ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة، لما حلت لعلي عليه السلام ولكان الواجب على أبي بكر انتزاعهما من علي عليه السلام.
وممن نقل هذا ابن حجر من متأخري علماء أهل السنة في كتابه، قال: ان العباس رافع عليا إلى أبي بكر في مطالبته بالميراث عن رسول الله صلى الله عليه وآله، من الدرع والبغلة والسيف والعمامة، وزعم أنه عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه أولى بتركة الرسول من ابن العم، فحكم أبو بكر بها لعلي عليه السلام.
ومما يدل على أن عليا عليه السلام الذي لا يفارق الحق ولا يفارقه الحق، كان يعتقد أن أبا بكر وعمر كانا ظالمين، وتقدم في الفاتحة نقلا عن البخاري ومسلم من حكاية ارتفاع علي عليه السلام والعباس إلى عمر، قال عمر: فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وآله، فجئتما تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن معاشر الأنبياء لا نورث فما تركناه صدقة، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفي أبو بكر، وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وآله، وولي أبي بكر، فرأيتماني كاذبا غادرا خائنا، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق، فوليتها، ثم جئتني أنت وهذا، وأنتما جميع وأمر كما واحد، فقلتما ادفعها إلينا إلى آخر الحكاية (2).