الدليل الحادي والثلاثون الآيات والروايات الدالة على اشتمال الصحابة على المنافقين وقد كان حذيفة ممن يعرف المنافقين، قال صاحب الصراط المستقيم: وحديث حذيفة في أهل العقبة أخرجه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الأول من افراد مسلم، وفي الحديث الخامس أيضا، وأخرجه العبدري في الجزء الثالث في ثاني كراس من صحيح مسلم، وفي ذلك: ان منهم ثمانية لا يدخلون الجنة الا أن يلج الجمل في سم الخياط (1).
وفي الجزء الثالث من صحيح مسلم: أنه (عليه السلام) قال لعائشة: أشد ما لقيت من قومك يوم العقبة (2).
ووجه الدلالة: أنه علمنا وجود المنافقين في الصحابة بمقتضى الآية والرواية، وأئمة المخالف ممن اختلف في نفاقهم، وليس في الأدلة ما يشهد ببراءتهم منه، بل القرائن الواضحات على نفاقهم كثيرة، وسنوردها إن شاء الله تعالى في ذكر مثالبهم، وقوله (عليه السلام) لعائشة (أشد ما لقيت من قومك يوم العقبة) قرينة واضحة أيضا، فلا يجوز الحكم بإمامتهم، فثبت امامة أئمتنا، لأن الاجماع والكتاب والسنة دلت على طهارتهم، ولأنه لا قائل بالفصل.