سحقا لمن بدل بعدي (1).
ومن ذلك ما رواه الحميدي أيضا في الجمع بين الصحيحين، في الحديث الستين من المتفق عليه، من مسند عبد الله بن عباس، قال: ألا وانه سيجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي؟ فقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - العزيز الحكيم (2) قال: فيقال لي: انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (3).
ومن ذلك ما رواه الحميدي أيضا في الجمع بين الصحيحين، في الحديث السابع والستين بعد المائة من المتفق عليه، من مسند أبي هريرة ومن طرق، فمنها: عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم يخرج رجل بيني وبينهم، فقال: هلموا، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا على أدبارهم، فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم (4).
وفي أواخر صحيح البخاري في باب ما جاء في قول الله واتقوا فتنة (5) الآية، باسناده عن ابن أبي مليكة، قال: قالت أسماء: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أنا على حوضي أنتظر من يرد علي، فيؤخذ بناس من دوني، فأقول: أمتي، فيقال: لا تدري مشوا على القهقرى (6).