خل عن الخطام ودونك القوم، خلاه والتقى بمالك النخعي الأشتر، فاعتركا مليا حتى سقطا إلى الأرض، فعلاه مالك بالسيف، فلم يجد له سبيلا إلى قتله، وعبد الله ينادي من تحته:
اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي.
فلم يجبه أحد، ولا أحد يعلم من الذي يعنيه لشدة اختلاط الناس ببعضهم، وثور النقع، فلو قال اقتلوني ومالك الأشتر، لقتلا جميعا (1)، فقال مالك هذه الأبيات (2):
أعايش لولا أنني كنت طاويا * ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا غداة ينادي والرماح تنوشه * كوقع الضياحي اقتلوني ومالكا فنجاه مني أكله (3) وشبابه * وأني شيخ لم أكن متماسكا