مقدمة تمهيدية الحمد لله ناصر الحق ومخزي الباطل، وصلى الله على نبينا محمد سيد المرسلين، وعلى آله الأخيار المنتجبين.
إن الفتنة التي ظهرت بالبصرة بعد بيعة الإمام علي عليه السلام بمدة قليلة كان سببها ما أحدثه طلحة والزبير من نكث بيعتهما التي بايعا بها أمير المؤمنين عليه السلام طائعين غير مكرهين، ثم خروجهما من المدينة إلى مكة يظهران العمرة، ثم اجتماعهما بعائشة التي كانت تراقب الوضع السياسي عن كثب في المدينة، ثم التحاق عمال عثمان الهاربين من الأمصار بأموال المسلمين بهما، وقد أجمعوا في اجتماعهم على الطلب بدم عثمان، فأجابهم إلى مرادهم الغوغاء الذين استهوتهم الفتنة.
وكان رأي الجماعة التوجه إلى الشام والالتحاق بمعاوية، لكن محاولة عبد الله بن كريز بن عامر، عامل عثمان الهارب من البصرة أن يغير وجهة القوم إلى البصرة، باعتباره كان عاملا لعثمان عليها، ولعثمان فيها أنصار، بعدها قرر القوم التوجه إلى البصرة بعد أن زودهم يعلى بن أمية والي عثمان على اليمن الذي هرب أيضا بأموالها والتحق بهم