الجمل - ضامن بن شدقم المدني - الصفحة ١٠٨
فيرحم الله أم المؤمنين لقد كانت تبدل [إيحاشا بإيناس] (1) تحرك القوم إلى البصرة قال: فكان قصدهم الشام، فصادفهم في أثناء الطريق عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة قد صرفه أمير المؤمنين بحارثة بن قدامة السعدي وأخذ البيعة من أهلها، فقال لهم عبد الله بن عامر: اعلموا أني أمس منكم خبرا بمعاوية، إنه لا ينقاد إليكم ولا يعطيكم ما هو ضامر عليه في نفسه، فمشورتي عليكم أن تنتحوا عنه، وعليكم بحفظ البصرة فإنها كثيرة الضياع والعدة، وجهزهم بألف ألف درهم (2) ومائة من الإبل وغير ذلك.
وأما يعلى بن منية أعطاهما أربعمائة ألف درهم (3)، وكراعا وسلاحا، والجمل المسمى ب‍ (عسكر) الذي ركبته قد اشتراه بمائتي دينار، فكان عسكرها ثلاثين ألفا، وعسكر أمير المؤمنين علي عليه السلام عشرين ألفا.
فلما انتهى بهم المسير إلى الموضع المعروف بالحوأب (4) أحد

(١) في النسخة: الحاسا بالناس، وصوابه كما ورد في الاختصاص.
(٢) في الأصل: ألف درهم، والصواب كما في مروج الذهب م ٢: ٣٦٦.
(٣) في الأصل: أربعمائة ألف دينار، وصوابه كما ذكره المسعودي.
(٤) الحوأب: بالفتح ثم السكون، وهمزة مفتوحة، وياء موحدة، وأصله في اللغة، يقال: حافر حوأب، وأب صعب، والحوأبة: العلبة الضخمة، والحوأب:
الوادي الوسيع، والحوأب: موضع معروف في طريق البصرة: قال أبو زياد: ومن مياه أبي بكر بن كلاب الحوأب، وهو من المياه الأعداد وقديم جاهلي. وقيل سمي الحوأب بالحوأب بنت كلب بن وبرة وهي أم تميم وبكر.
قال ياقوت الحموي: إن عائشة لما رأت المضي إلى البصرة في وقعة الجمل مرت بهذا الموضع فسمعت نباح الكلاب، فقالت: ما هذا الموضع؟ قيل لها: هذه موضع يقال له الحوأب، فقالت: إنا لله ما أراني إلا صاحبة القصة.
قيل لها: وأي قصة؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب سائرة في كتيبة إلى الشرق! وهمت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها أنه ليس بالحوأب. انظر: معجم البلدان ٢: ٣١٤.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 مقدمة تمهيدية 9
3 طلحة والزبير يؤلبان على عثمان 15
4 وعائشة أيضا 20
5 رسائل طلحة والزبير والسيدة عائشة 27
6 رد عائشة على أم سلمة 29
7 كتاب الأشتر إلى عائشة 29
8 رد عائشة على الأشتر 30
9 كتاب عائشة إلى زيد بن صوحان 30
10 رد زيد بن صوحان على عائشة 31
11 كتاب عائشة إلى حفصة 32
12 كتاب عائشة إلى أهل المدينة 33
13 كتاب عائشة إلى أهل اليمامة 34
14 كتاب طلحة والزبير إلى كعب بن سور 36
15 كتابهما إلى الأحنف بن قيس 36
16 كتابهما إلى المنذر بن ربيعة 37
17 رد كعب بن سور على طلحة والزبير 37
18 رد الأحنف عليهما 38
19 رد المنذر بن ربيعة عليهما 38
20 كتاب الصلح بين أصحاب الجمل وعثمان بن حنيف 38
21 عائشة أم المؤمنين تنبحها كلاب الحوأب 41
22 حديث عائشة عن هزيمة أصحاب الجمل 47
23 ترجمة المؤلف 53
24 اسمه ونسبه 53
25 مكانته العلمية 54
26 التعريف بالكتاب 57
27 نسخة الكتاب ومنهج التحقيق 57
28 مقدمة الكتاب 63
29 في السبب الموجب لوقعة الجمل 63
30 اخبار الامام علي عليه السلام بنقض القوم بيعتهم 68
31 مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام للزبير وطلحة 71
32 في السبب الموجب لنكث طلحة والزبير 74
33 مكاتبة معاوية إلى بني أمية 76
34 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية 89
35 جواب معاوية بن أبي سفيان لمحمد بن أبي بكر رضى الله عنه 92
36 خروج الزبير وطلحة بعائشة إلى البصرة 94
37 خطبة أمير المؤمنين عليه السلام حين بلغه مسير طلحة والزبير 96
38 وله عليه السلام خطبة أخرى 98
39 ومن كلامه عليه السلام 99
40 فصل في خروج أم المؤمنين عائشة 101
41 تحرك القوم إلى البصرة 108
42 فصل في توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة 110
43 وصول الامام أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه إلى البصرة 116
44 مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام الزبير بن العوام 130
45 مقتل الزبير بن العوام 135
46 مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام طلحة بن عبيد الله 138
47 نشوب القتال بين الفريقين 140
48 (أمير المؤمنين عليه السلام يأمر بإعادة عائشة إلى المدينة) 146
49 من كلامه عليه السلام حين قتل طلحة وانفض أهل البصرة 152
50 من كلامه عليه السلام عندما طاف بالقتلى 153
51 ومن كلامه عليه السلام حين قدم الكوفة من البصرة 159