وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى للعباد: ادخلوا الجنة فإنما كانت منفعتكم لأنفسكم، ويقول للعالم: اشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للناس.
وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: نظرة في وجه العالم أحب إلى الله تعالى من عبادة سبعين سنة صائم نهارها وقائم ليلها. ثم قال: لولا العلماء لهلكت أمتي.
(الفصل الثاني) ولا شبهة أن العلوم تتفاضل أيضا " في أنفسها: وأفضلية بعضها على بعض اما بحسب شرف الموضوع أو بحسب تفاوت الغاية.
ولا يخفى أن العلوم الاسلامية أفضل مما عداها: أما الكلام فلشرف موضوعة وغايته: وأما باقي العلوم الاسلامية من التفسير والحديث والفقه وما يتبع ذلك فلما يترتب عليها من المصالح والسعادة الدنيوية والأخروية.
ويؤيد ذلك ما رويناه بطرقنا المتصلة إلى محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست الواسطي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد، قال:
فإذا جماعة قد أطافوا برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل: علامه فقال: وما العلامة؟
فقالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والاشعار العربية.