القائم الغازي في سبيل الله (1).
ومن الأدب أن يستشيره في أموره كلها، وخصوصا " ما يتعلق بالتحصيل.
وليحذر أن يمنعه الحياء أو الكبر من أخذه ممن هو دونه في سن أو نسب أو غيرهما، وليصبر على جفاء شيخه إذا وقع، وليكتم ما عساه يعثر عليه من هفوة أو سهو، فإنه لا معصوم الامن عصمه الله تعالى: وليتعين بالمهم مما يعثر عليه، وليكتبه بتمامه ولا يختصره ولا يضيع وقته فيما لا يعنيه، فان العمر جوهرة نفيسة لا خلف لها ولا ثمن.
(أصل) ولا ينبغي أن يعتني بالجمع والرواية دون معرفته وفهمه ومعرفة ضعفه وصحته وفقهه ومعانيه ولغته واعرابه وأسماء رجل سنده، محققا " كل ذلك بحسب الامكان معتنيا " باعراب مشكله وضبطه من كتب اللغة وتبيين غريبه، وهو ما وقع في متنه من لفظة غريبة غامضة بعيدة عن الفهم لقلة استعمالها. وهو فن مهم اعتنى به القدماء من الخاصة والعالمة، وقد ألف أبو جعفر محمد بن بابويه (ره) كتابا " في غريب أحاديث النبي والأئمة (ع)، وأحسن ما ألف العامة فيه كتاب الغريبين يعني غريب القرآن والحديث.
ثم ينبغي أن يذاكر بمحفوظه ويباحث أهل المعرفة ممن هو فوقه أو دونه أو مثله ما أمكن، فان حياة العلم مذاكرته، وقل أن ينكشف مجلس المباحثة والمذاكرة إلا عن فائدة جديدة، ومن مارس علم صدق ذلك.
وقد روينا بأسانيدنا عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن