عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
(138) " ابدأ بنفسك " (1) (2) (139) شر الناس من أكل وحده ومنع رفده وجلد عبده " (3) (4) (140) " إذا تغير السلطان تغير الزمان " (5)
(1) الجامع الصغير للسيوطي ج 1: 5 حرف الهمزة وتتمة الحديث (فتصدق عليها فان فضل شئ فلأهلك، فان فضل شئ عن أهلك فلذي قرابتك، فان فضل عن ذي قرابتك شئ فهكذا وهكذا) نقلا عن النسائي، عن جابر. والحديث صحيح (2) وفى مثال هذا قال الشاعر الحكيم:
يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي * الضنا، كي ما يصح به وأنت سقيم وأراك تلقح بالرشا قلوبنا * وصفا وأنت عن الرشاد عديم فابدأ بنفسك فانهها عن غيها * فان انتهت عنه فأنت حكيم فهناك نتبع ما تقول ونقتدي * بالقول منك وينفع التعليم لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم (معه) (3) من أكل وحده: يعني على صفة التكبر، كما يفعله السلاطين والملوك (معه).
(4) لعل المراد من الرفد، أي اعطاء الحقوق الواجبة كالزكاة ونحوها. وجلد العبد من غير استحقاق والا فورد في بعض الأخبار واليه ذهب طائفة من الفقهاء، جواز حد العبد إذا أتى ما يوجبه (جه).
(5) لان تغيره هنا، عبارة عن زيادة ظلمه وشره، وتغير الزمان عليه وعلى رعيته عقوبة له.
حكى أن كسرى انفرد عن عسكره طالبا لصيد، فوقع على خيمة في الصحراء، فدخلها وهم لا يعرفونه فنظر إلى بقرة ممتل ضرعها باللبن، فأضمر في خاطره أن يجعل على البقرة مالا مقررا، يؤخذ من أهلها، فقالت المرأة: لابنتها قومي إلى حلب البقرة لأجل ضيفنا، فلما أرادت حلبها لم يكن فيها لبن، فصاحت يا أماه ان الملك أضمر علينا، وتغيرت نيته علينا، فسمعها كسرى، ثم أضمر العدل، فقامت إلى حلبها بعد ساعة فكان لبنها أكثر من الأول فصاحت يا أماه، الملك صلحت نيته، فلما كان بعد ساعة لحقه عسكره، وعرفته المرأة وابنتها، فسأل كسرى الجارية، من أين علمت أن نية الملك تغيرت عليكم؟ فقالت نحن في هذه الصحراء مدة من الزمان، ما عدل بنا الا أخصبت أرضنا وما ظلم بنا الا قحطت ديارنا، فوصلها وأعطاها (جه).