عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
الاسلام عن عنقه " (1) (2) (121) وروي ان رجلا أتى جبلا ليعبد الله فيه، فجاء به أهله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنهاه عن ذلك، وقال له: " ان صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوما واحدا خير له من عبادة أربعين سنة " (3) (4)
(١) سنن أبي داود ج ٤ كتاب السنة باب في قتلالخوارج حديث ٤٧٥٨ (٢) اللام للعهد، أي جماعة الأئمة المعهودين، المعلوم عصمتهم لان (من) للعموم. والمراد من فارقهم بأي شئ كان وفي أي شئ كان (معه) (٣) المراد بالجهاد هنا الجهادان معا، الصوري والمعنوي (معه) (4) ذلك الرجل هو عثمان بن مظعون رضيع النبي صلى الله عليه وآله أراد الترهب والتخلي من أهله والتعبد في الجبال والصوامع فنهاه النبي صلى الله عليه وآله وأما العزلة عن الخلق فقد اختلف فيها الاخبار والجمع بينها يقتضي أن الدين إذا كان محفوظا بها، تكون هي الأولى بل ربما كانت واجبة. عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه الا من فر من شاهق إلى شاهق، ومن حجر إلى حجر، كالثعلب بأشباله) قالوا: و متى ذلك الزمان؟ قال: (إذا لم تنل المعيشة الا بمعاصي الله، فعند ذلك حلت العزوبة قالوا: يا رسول الله أمرتنا بالتزويج؟ قال: (بلى ولكن إذا كان ذلك الزمان فهلاك الرجل على يدي أبويه، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده، فإن لم يكن له زوجة ولا ولد فعلى يدي قرابته وجيرانه) قالوا: وكيف ذلك؟ قال: (يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه مالا يطيق حتى يوردونه موارد الهلكة) قيل لراهب من رهبان الصين: يا راهب قال: لست براهب إنما الراهب من رهب الله في سمائه، وحمده في نعمائه وصبر على بلائه فلا يزال فارا إلى ربه مستغفرا من ذنبه وإنما أنا كلب عقور، حبست نفسي في هذه الصومعة لئلا أعقر الناس قيل لراهب: رؤي عليه مدرعة شعر سود، ما الذي حملك على لبس السواد؟ فقال:
هو لباس المحزونين وأنا أكبرهم فقيل له: من أي شئ أنت محزون؟ فقال: لأني أصبت نفسي وذلك اني قتلتها في معركة الذنوب، فانا حزين عليها ثم أسبل دمعه فقيل له ما الذي أبكاك الآن؟ قال: ذكرت يوما من أجلى لم يحسن فيه عملي فكأني لقلة الزاد وبعد المفازة وعقبة لا بد من صعودها، ثم لا أدري أين مهبطها إلى الجنة أم إلى النار.
ومر عيسى عليه السلام على رجل نائم فقال له: قم فقال الرجل: قد تركت الدنيا لأهلها فقال له: نم مكانك اذن وقيل لحكيم: الدنيا لمن هي؟ قال: لمن تركها فقال الآخرة لمن؟ قال: لمن طلبها قيل لعابد: خذ حظك من الدنيا فإنك فان عنها قال: الآن وجب أن لا آخذ حظي منها وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس، وواحد في الصمت) (جه).