الفصل الثاني في السبب الداعي إلى جمع هذه الأحاديث، و استخراجها من أماكنها المتباعدة، ومظامنها المتعددة، وهو اني لما رويت عن مشايخي المذكورين بطرقي إليهم، عن الشيخ أبو الفضائل الطبرسي المفسر رحمه الله، أحاديث تتضمن الحث على وجوب اهداء عوام الطائفة، وايصالهم إلى معرفة حقايقهم المأخوذة عن أئمتهم، المستلزمة لمعرفة دينهم، الذي عليه اسلافهم، الذين تمسكوا بالعروة الوثقى وسفن النجاة. وكانوا قد وصلوا إلى تلك الحقائق بمشاهدة أنوار أئمتهم ورؤيتهم لأشخاصهم، فسلكوا جادتهم، واقتدوا بهم في أخلاقهم وأفعالهم، وأقوالهم، ولما اقتطع أهل هذه الأزمان، وأبناء هذه الأوان، عن مشاهدة هذه الأنوار، بغيبة امامهم، واستيلاء مخالفيهم على جميع أحوالهم، وانطماس سبل الهداية بغلبة أهل الغواية والغباوة. صار عوام أهل هذه الطائفة (الطريقة خ) وأبناء هذه الحجة الأنيقة، كالأيتام الذين لا كافل لهم ولا موصل يوصلهم إلى حقايق أسلافهم، حتى ظن كثير منهم (1)، أنه ليس
(١٥)