يا غلام! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن (1) بالله، قد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أن ينفعوك (2) بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل وإن لم تستطع فاصبر، فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن الصبر مع النصر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا (3).
() - عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: الصبر رأس الإيمان (4).
() - عنه (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان (5).
() - عن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص! إن من صبر صبر قليلا، وإن من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) فأمره بالصبر والرفق، فقال:
* (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين) * (6)، وقال الله تبارك وتعالى: * (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) * (7).