() - عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إني لا أكاد أن ألقاك إلا في السنين، فأوصيني (1) بشئ آخذ به، قال: أوصيك بتقوى الله، والورع والاجتهاد، واعلم أنه لم ينفع ورع إلا بالاجتهاد، إياك أن تطمع (2) نفسك إلى من فوقك، وكثيرا ما قال الله جل ثناؤه لنبيه: * (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) * (3) وقال: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا) * (4) فإن داخلك (5) شئ فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إنما كان قوته الشعير وحلاوته التمر ووقوده السعف، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك فاذكر مصابك برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط (6).
() - عن عمر بن يزيد قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا معشر شيعة آل محمد - عليه وعليهم السلام - كونوا النمرقة الوسطى، إليكم يرجع الغالي وبكم يلحق التالي، فقال رجل: جعلت فداك وما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، فليس أولئك منا ولسنا منهم، قال: فما التالي؟ قال:
المرتاد (7) يريد الخير يبلغه الخير ويؤجر عليه، ثم أقبل علينا فقال: والله ما معنا من الله براءة، وما بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة، فمن كان منكم مطيعا نفعته ولايتنا، ومن كان (8) عاصيا