يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما [لم] يعلموا (1)، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله عز وجل على كل حال (2).
() - من كتاب عيون الأخبار: عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائه: إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه.
قال: فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال: أمرني ربي عز وجل أن آكل هذا، وبقي متحيرا، ثم رجع إلى نفسه فقال: إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما أطيق (3)، فمشى إليه ليأكله فكلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال: أمرني ربي أن أكتم هذا فحفر له حفرة وجعله فيها وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر، قال: قد فعلت ما أمرني ربي عز وجل، فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله، فقال: أمرني ربي أن أقبل هذا، ففتح كمه فدخل الطير فيه، فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام، فقال: إن ربي أمرني أن لا أويس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه، ثم مضى فلما مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود، فقال: أمرني ربي أن أهرب من هذا، فهرب منه.
ورجع ورأي في المنام كأنه قد قيل له: إنك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ما ذاك كان؟ قال: لا، قيل له: أما الجبل فهو الغضب، إن العبد إذا