وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق، يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء ممن هو دونه، فهو لحلاوتهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره.
وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر قد انحنى في برنسه، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه (1).
() - عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا (2) لم يكن له في الآخرة من نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة (3).
() - عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: من أخذ على هذا العلم مالا أو هدايا فلا ينفعه أبدا (4).
() - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه على دينكم، فإن كل محب شئ يحوط ما أحب، وقال: أوحى الله إلى داود: لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فأولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم (5).
() - عنه (عليه السلام): إن أباه كان يقول: من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات،