ان في وقت واحد ودرجة واحدة ويختلف حالهما في السعود والنحوس، فأقول أيضا وهذا مما استبعده ان يكون ذكره معتقدا لثبوت الدلالة به على من يقول إن النجوم جعلها الله الفاعل المختار دلالات لان من يقول بصحة احكام النجوم يقول هذا التقدير لا يكون، واما من يقول منهم كما قلنا بأنها دلالات وان فاعل هذه الدلائل مختار قادر لذاته، يقول إن القادر لذاته يصح منه مع تساوي وقت الولادة في الدرجة، ان يخالف بين المولودين في السعود والنحوس، وتكون الدلائل مشروطة دلالتها إذا لم يرد القادر غيرها، وأقول فقد ظهر ان الذي منع العقل والنقل منه ان تكون النجوم علة موجبة للحادثات، أو فاعلة مختارة للكائنات ولم يمنع العقل والنقل من أن تكون النجوم علامات للحادثات، وقد تركنا ما كنا نقدر ان نورده من خواطرنا من زيادات في الاحتجاج على من زعم أنها علل ومعلولات لئلا يكون كتابنا مطولا يتضجر من يقف عليه لكثرة الدلالات (فصل) وأما من زعم أنها فاعلة مختارة فقد نبهنا في خطبة هذا الكتاب على بطلان هذه الدعوى بوجوه من الصواب ونزيد على الفريقين على ما قدمنا اننا سنريك بعض ما ذكره الحمصي رضوان الله عليه فنقول كل من القرآن والعقل والنقل دل على بطلان قول المجبرة فهو دليل على بطلان قول من قال اننا صادرون عن علة موجبة واننا غير مختارين ونقول كل دليل دل على الوحدانية من المعقول والمنقول، فهو دليل على بطلان قول من قال إن النجوم تفعل كفعل الله جل جلاله وتلك الأدلة في مواضعها
(٨١)