(فصل) ومن عجيب غلطهم في الأسماء الدالة على عدم معرفتهم بمعانيها انهم سمعوا العرب التي تسمي الكواكب التي عن جنوب التوأمين الجوزا فلم يفهموا هذا الاسم وظنوا انه مشتق من الجوز الذي يوكل فرأوا من الرأي ان يسموا النسر الواقع مع الكواكب الغربية من اللوز قياسا على الجوزا، وهذا من الغاية في الجهل والعناد، وليس تقوله إلا شيوخهم ومصنفو الكتب منهم، ومن اطلع في ذكرهم الصور الثمان والأربعين وقف على صحة ما حكيته عنهم، فهل سمع أحد قط بأعجب من هذا الامر (فصل) وانما سمت العرب هذه الكواكب بالجوزا لتوسطها إذا ارتفعت أو لأنها تشبه رجلا في وسطه منطقة، فاشتقوا لها اسما من التوسط يقولون جوز الفلا يعنون وسطه، ومن قولهم الدال على فساد احكامهم ان كل درجة من درج الفلك ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية وكل ثانية ستون ثالثة، وهكذا إلى مالا نهاية له، ولكل جزء من هذه الاجزاء التي لم تنحصر حكم مختص به ولا ينضبط فكيف يصح الحكم على هذا الأصل وليس في أيديهم الا الجمل التي تفاضلها يختلف وقد ولد لي ولدان توأمان ليس بين ظهورهما من الفرق والزمان بقدر ما بين الأسطرلاب فاشتركا في درجة واحدة من طالع واحد في نصبه، ولم يدرك فيهما التغيير ولو قلت إنهما اشتركا في الدقيقة لصدقت، فلما رأيت ذلك قلت هذه حالة في الجملة قد اتفقت فيها النصبة، وفي غاية ما يمكن ادراكه بالآلة فان الحكم على الحمل يوجب ان تكون حالة هذين المولودين متماثلة، فلا والله
(٧٠)