فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٧٠
(فصل) ومن عجيب غلطهم في الأسماء الدالة على عدم معرفتهم بمعانيها انهم سمعوا العرب التي تسمي الكواكب التي عن جنوب التوأمين الجوزا فلم يفهموا هذا الاسم وظنوا انه مشتق من الجوز الذي يوكل فرأوا من الرأي ان يسموا النسر الواقع مع الكواكب الغربية من اللوز قياسا على الجوزا، وهذا من الغاية في الجهل والعناد، وليس تقوله إلا شيوخهم ومصنفو الكتب منهم، ومن اطلع في ذكرهم الصور الثمان والأربعين وقف على صحة ما حكيته عنهم، فهل سمع أحد قط بأعجب من هذا الامر (فصل) وانما سمت العرب هذه الكواكب بالجوزا لتوسطها إذا ارتفعت أو لأنها تشبه رجلا في وسطه منطقة، فاشتقوا لها اسما من التوسط يقولون جوز الفلا يعنون وسطه، ومن قولهم الدال على فساد احكامهم ان كل درجة من درج الفلك ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية وكل ثانية ستون ثالثة، وهكذا إلى مالا نهاية له، ولكل جزء من هذه الاجزاء التي لم تنحصر حكم مختص به ولا ينضبط فكيف يصح الحكم على هذا الأصل وليس في أيديهم الا الجمل التي تفاضلها يختلف وقد ولد لي ولدان توأمان ليس بين ظهورهما من الفرق والزمان بقدر ما بين الأسطرلاب فاشتركا في درجة واحدة من طالع واحد في نصبه، ولم يدرك فيهما التغيير ولو قلت إنهما اشتركا في الدقيقة لصدقت، فلما رأيت ذلك قلت هذه حالة في الجملة قد اتفقت فيها النصبة، وفي غاية ما يمكن ادراكه بالآلة فان الحكم على الحمل يوجب ان تكون حالة هذين المولودين متماثلة، فلا والله
(٧٠)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220