ما تماثلت صورتهما ولا أحوالهما ولا صحتهما من سقمهما ولقد مات أحدهما بعد ولادته بأيام، ومات الآخر وامتدت بعمره الأعوام، لسأل الله السعد التام، ولقد سالت بعضهم عن هذا الحال، فقال لي النمودار (1) يحرج لك الفرق بين المولودين، فقلت له الذي عرفت من علمائكم انهم لا يقولون على النمودار الا عند عدم الرصد فمتى حصل الرصد اغني عنه، ويوضح ذلك انكم تقولون في عمل النمودار، خذ ساعات الحزر، ولا يكون الحزر الا عند عدم الرصد، وإذا كان الرصد ههنا لم يخط الحقيقة ولا اتاه الفرق فبان بان لا يعطيه النمودار بعد الرصد وقلت له أيضا لست أشك في كثرة الاختلاف بينكم في كل أصل وفرع وعلى كل وجه فإنما يعلم النمودار بين الساعات سواء كانت عند رصد لو حزر، وقد كانت ولادة هذين التوأمين في ساعة واحدة لم يصح فيها الفرق، فما الحيلة في هذا الامر؟ فخلط في ذلك ولم يأت بشئ يفهم (فصل) واعلم أيدك الله ان نمودار واليس يخالف نمودار بطلميوس ونمودار الفرس يخالفهما جميعا، وليس في ذلك ما يتفق عليه ولا يؤدي إلى أمر متفق ولا يدل على صحة واحد منها العقل وجميعها دعاوى لا يعلم لها أصل، ولو تتبعت مواضع اختلاطهم وذكرت ما اعرفه من تناقض أصولهم المبطلة لاحكامهم، لخرجت عن الغرض في الاختصار، وفيما أوردته غنى عن الاكثار
(٧١)