فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٦٣
منفصلة عما يوجبه الفلك فينا، فتصح بذلك الزيادة والنقص الذي قلنا، قيل لهم لقد نقضتم أصولكم وخرجتم عن قوانين علمائكم فيما اقررتم به من جواز أفعال يحيط بها الفلك ليست حادثة من جهته ولا من تأثير كواكبه وما نراكم قنعتم بهذا الاقرار حتى جعلتم الافعال البشرية واقعة لما توجب الأقضية النجومية ومانعة مما تؤثر الحركات الفلكية بقولكم ان الانسان يمكن ان يحترز من المنحسة فيدفعها، أو ينقص منها ما سلطته لها فلولا ان فعله أقوى واحترازه امضى لم يرفع عن نفسه سوءا ثم سئلوا أيضا فقيل لهم إذا سلمتم ان أفعال العباد مختصة بهم، وليست مما توجبه النجوم فيهم وأنتم مع هذا تقولون للانسان احذر على مالك من طروق سارق، فقد اقررتم ان حذره من تأثير المختص به فأخبرونا الآن عن طروق السارق وما الموجب له فان قلتم النجوم رجعتم عما أعطيتم ورددتم إليها أفعال العباد ونافيتم وان قلتم ان طروق السارق مختص به ولا موجب له غير اختياره أجبتم بالصواب وقيل لكم فما نرى للنجوم تأثيرا في هذا الباب واعلم أيدك الله انهم لم يبق لهم ملجا إلا ان ينزلوا عن قول أصحابهم درجة أخرى، فيقولون ان النجوم دالة وليست بفاعلة، وعلامة غير ملجئة فإذا قالوا ذلك انصرفوا عمن يقول إنها موجبة قادرة وأبطلوا دعواهم انها مدبرة وقيل لهم أفتقولون كل أمر تدل عليه فإنه سيكون لا محالة فان قالوا نعم نقضوا ما تقدم وان قالوا قد يجوز ان يحرم تداولها ويحرم ما دلالته عليه مهما لم تبق بعد هذا درجة ينتهون إليها واقتصروا على مقالة لا يضرك
(٦٣)
مفاتيح البحث: الجواز (2)، السرقة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220