فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٧٣
تعالى، وليس يصح اضافته إليها الا على وجه التوسع والتجوز كما نقول أحرقت النار وبرد الثلج وقطع السيف وشج الحجز، وكذلك قولنا أحمت الشمس الأرض ونفعت الزرع، وفى الحقيقة ان الله أحمى لها ونفع، ومما يدل على أن الله تعالى يشغل شيئا بشئ، قوله سبحانه (هو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا اقلت سحابا ثقالا سقناه إلى بلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات وكذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) وليس فيما ذكرناه رجوع إلى قول أصحاب الاحكام، ولا قول بما أنكرناه عليهم في متقدم الكلام لأنا أنكرنا عليهم إضافة تأثيرات الشمس والقمر إليهما من دون الله سبحانه وقطعهم على ما جوزناه من تأثيرات الكواكب بغير حجة عقلية ولا سمعية وأضافتهم إليها جميع الأفعال في الحقيقة مع دعواهم لها الحياة والقدرة، وانكرنا ان تكون الشمس أو القمر أو شئ من الكواكب موجبا لشئ من أفعالنا بشهادة العقل الصحيح، فان أفعالنا لو كانت مخترعة فينا، أو كانت عن سبب أوجبها من غيرنا، لم تصح بحسب قصودنا وإراداتنا، ولا كان فرق بينها وبين جميع ما يفعل فينا من صحتنا وسقمنا وتاليف أجسامنا وحصول الفرق لكل دلالة على اختصاصها بنا وبرهان واضح، بأنها حدثت من قدرتنا وانه لا سبب لها غير اختيارنا، وانكرنا عليهم قولهم ان الله تعالى لا يفعل في العالم فعلا الا والكواكب دالة عليه، فلن كل شئ يدل عليه لابد من كونه، وهذا باطل، يثبت لها تأثيرا أو دلالة، فان الله اجرى تلك
(٧٣)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220