(فصل) يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسنى قد اقتصرت على هذه الأحاديث اليسيرة على ما كان ولو ذكرت ما في معناها كانت عدة مجلدات، واقتصرت على طريقين في الرواية من غير زيادة، إلا ما استثنيته منهم عليهم السلام لأجل السعادة، واني أرويه بعدة طرق من أهل المعرفة والسيادة، وانما ذكرت من هذه الأحاديث في هذا الكتاب، المتعلق بأحاديث النجوم وما في النجوم من خطا وصواب، لأني لما ذكرت اخبارا في صدق دلالات النجوم على الحادثات وصدق المخبرين بذلك فيما أوردناه من الحكايات اقتضى وجوب الاستظهار لنبوة جدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولحرمة مقامه الشريف، وبما دعا إليه من التكليف، ان أبادر إلى التعريف، لمن يقف على هذا التصنيف، ان رسول الله صلى الله عليه، ومن أكرمه الله جل جلاله من خاصته المنسوبة إليه، كان منهم من أخبر عنه بالغائبات وشرف لأجله بالكرامات، وبلغ ما بلغ الذين نقلوا عنه الاحكام المذكورات، وما كانوا معروفين بعلم النجوم وما فيها من الدلالات على الكائنات، ولا عرف لهم أستاذ من غيرهم تعلموا ذلك عليه، ولا وجد لهم كتاب في علم النجوم ينظرون إليه، ولا عوف ان ذاكر أذكر انهم افتقروا إلى الآلات من أصطرلاب ولا تقويم ولا زائجة ولا رمل ولا زجر ولا قيافة، بل كان ذلك من فضل الله عليهم والرحمة والرأفة كما قال سبحانه في محكم الآيات، (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا
(٢٥٩)