مخلاته ثلاثة ازر يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا فاخذها الشيخ وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا أبو الحسن ابن الرضا عليه السلام، وكان له صديق يقال له عبد الرحمان ابن محمد السرى وكان شديد النصب وكان بينه وبين القاسم نضر الله وجهه مودة في أمور الدنيا شديدة وكان يواده وكان عبد الرحمان وافى إلى آران للاصلاح بين أبي جعفر ابن حمدون الهمداني وبين حيان العين فربما حضر عنده فقال لشيخين كانا مقيمين عنده أحدهما يقال له أبو حامد عمران بن المفلس والآخر يقال له أبو علي محمد أريد ان أقرأ هذا الكتاب لعبد الرحمان فانى أحب هدايته وارجو ان يهديه الله عز وجل بقراءة هذا الكتاب فقال لا إله إلا الله، هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فكيف عبد الرحمان، فقال اني أعلم اني مفش سرا لا يكون لي اعلانه ولكن لمحبتي عبد الرحمان أشتهي ان يهديه الله لهذا الامر، فاقرأه له فلما مر ذلك اليوم وكان الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربع وثلاثمائة دخل عبد الرحمان وسلم عليه، فقال له اقرأ هذا الكتاب وانظر لنفسك فقرأه فلما بلغ إلى موضع النعي به رمى الكتاب من يده وقال للقاسم يا ابا محمد اتق الله فإنك رجل فاضل في دينك متمكن من عقلك، ان الله يقول (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت) ويقول (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا) فضحك القسم وقال أتم الآية (إلا من ارتضى من رسول) ومولاي هذا المرتضى من رسول، قد علمت أنك تقول هذا ولكن ارخ
(٢٥٠)