ذكرناه أيضا عن أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه، ومن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى الشيخ سعيد بن هبة الله الراوندي في الجزء الأول من كتاب الخرائج والجرائح قال روي عن أبي الحسن المسترق الضرير قال كنا يوما في مجلس الحسن بن عبيد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاكرنا أمر الناحية فقال كنت ازري عليها حتى حضرت مجلس عمي الحسين فأخذت اتكلم بذلك فقال يا بني كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت إلى ولاية قم حين استصعبت على السلطان وكان كل من ورد إليها يحاربه أهلها فسلم إلي الجيش وخرجت نحوها فلما بلغت إلى ناحية نهر خرجت إلى الصيد ففاتتني طريدة فاتبعتها وأوغلت في طلبها واثرها حتى بلغت إلى نهر فسرت فيه وكلما سرت اتسع ذلك النهر فبينا انا كذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء وهو معم بعمامة خز أخضر لا أرى منه سوى عينيه وفى رجليه خفان أحمران فقال لي يا حسين لا هو لقبني ولا كناني قلت ما ذا تريد قال كم تزري على الناحية ولم تمنع أصحابي خمس مالك، قال وكنت الرجل الوقور الذي لا يخاف شيئا، فارعدت وتهيبته وقلت افعل يا سيدي ما تأمر به قال فإذا مضيت إلى الموضع الذي أنت متوجه إليه ودخلته وكسبت ما كسبت فيه فاحمل إلى من يستحق خمسه فقلت السمع والطاعة قال فامض راشدا ولوى عنان دابته وانصرف فلم أدري أي طريق سلك فطلبته يمينا وشمالا فخفي علي اثره، فازددت رعبا وانفلت راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث حتى بلغت قم، وعندي انى محارب القوم فخرج إلي أهلها وقالوا كنا نحارب
(٢٥٣)